تعود بي الذّاكرة إلى أوّل لقاء بينهما , كان في باريس .. أمّا " إيفان " فكان في رحلة عمل تابعة لوكالة الأنباء الرّوسيّة , أمّا " جوليا " فكانت طالبة تنهي آخر أيّام دراستها في إحدى الجامعات الفرنسيّة الخاصّة .. " جوليا " فتاة إيطاليّة انفصل والداها و عاشت مع أمّها في مدينة " نابولي " إلى أن قرّرت إتمام دراستها في فرنسا حيث كان يقيم والدها .. كانت فتاة قصيرة بعض الشّيء , ذات بشرة ناصعة البياض و شعر أسود غزير , عيناها عسليّتين واسعتين و خدّاها حمرٌ و كأنّهما الشّفق في سماء أيلول .. و بينما كان " إيفان " يجهّز الكاميرا في زاوية تقابل " قوس النّصر " إذ به يحسّ بذهول أصابه أثناء تعديل إضاءة الكاميرا , خُيّل له أنّه قد رأى ملاكا واقفا هناك يرقبه بعينين مهتمّتين .. لمّا أفاق من ذهوله أبعد عينه عن العدسة و فتح كلتا عينيه وإذ به يكتشف أنّ ما رآه لم يكن خيالا .. هنا التقت عيون جوليا و إيفان , أحسّ كلّ واحد منهما أنّه يعرف الآخر منذ زمن بعيد , بل و كأنّهما سبق و التقيا من قبل .. مشت نحوه و مشى نحوها , و عند نقطة اللّقاء قرأ كلّ منهما ما يريد الآخر قوله من خلال العيون الّتي كانت تشعّ بشدّة و صافح كلّ منهما الآخر ..
- أنا جوليا , و أنت ؟ ( فتاة جريئة كالعادة )
- أنا جوليا , و أنت ؟ ( فتاة جريئة كالعادة )
- اسمي إيفان , سررت برؤيتك جوليا , هل التقينا من قبل
- ربّما , لا أدري لكنّك مألوف لديّ , إيفان
- ربّما , لا أدري لكنّك مألوف لديّ , إيفان
- امم و أنت أيضا !! ( و ضغط على يدها ناشدًا مزيدا من الدّفئ ) , ما رأيك في أن نشرب شيئا معا , نخب لقائنا أقصد ؟
- آه بكلّ سرور , إيفان !!
- آه بكلّ سرور , إيفان !!
......
بعد أن شربا كأسا من النّبيذ نخبًا للقائهما , افترقا على أمل أن يلتقيا مساء الغد , و عادت جوليا لبيت والدها بينما عاد إيفان إلى النّزل حيث يقيم هو و فريق العمل بالوكالة .. كان الشّاب مولعا جدّا بعمله , بالتقاط كل ما هو صور لما يستحيل للعدسة أن يصوّره .. سمع مؤخّرا أنّ صفقة هامّة ستتمّ في باريس , بين الجينيرال الرّوسي " فيدوروف " و بين " أصلان " و هو أحد رجال الأعمال الشّيشانيّين أو دعني أقول أحد أغنياء الحرب الرّوسيّة الشّيشانيّة الثّانية . يطارد إيفان أخبار فيدوروف منذ سنتين و قد استطاع جمع بعض الأدلّة الّتي تؤكّد ضلوع هذا الأخير في قضايا فساد عملاقة ناهيك عن بعض التّفجيرات الّتي تحدث في جنوب الشّيشان و الّتي تتّهم فيها الجماعات المسلّحة . استطاع إيفان أن يعلم موعد الصّفقة و مكانها و الّتي كانت ستتمّ في الغد .. جهّز الكاميرا و البطّاريّات ثمّ أطفأ نور الغرفة و اتّكأ علّه ينام بضع ساعات تعينه على التّعب الّذي ينتظره في الغد .. لم يستطع النّوم , رغم ما تمثّله عمليّة الغد من خطر عليه إلّا أنّه لم يكن يفكّر فيها , بل كان شبح جوليا هو الّذي يؤرقه , حاول مرارا و تكرارا أن يتذكّر أين رأى تلك الفتاة من قبل لكنّه لم يعثر في ذاكرته على أثر لها , بيد أنّ شعورا قويّا كان يلحّع عليه أنّه يعرفها , تلك العينين العسليّتين , وجنتاها المتورّدتين , صوتها الرقيق , ابتسامتها العفويّة الفاتنة , كلّ ذلك كان مألوفا لديه , لكن أين ؟ متى ؟ ضلّ يردّد هاتين الكلمتين حتّى انسدل جفنيه و شبح جوليا لا يزال يحوم حوله ..
على السّاعة الثّامنة صباحا , استيقظ إيفان على صوت المنبّه .. أحسّ بثقل في رأسه و كأنّه لم ينم طول اللّيل , شرب قهوته المرّة و تناول قرصين مسكّنين علّ الصّداع يرحل عنه .. خرج من الغرفة و نزل إلى غرفة الإستقبال الخاصّة بالنّزل حيث جلس يقرأ ما ورد في صحف اليوم .. و فجأة رأى جوليا واقفة أمامه , ظنّ أنّه يتوهّم و أرجح ذلك إلى سوء نومه بالأمس . لكن لمّا سمع صوتها , أدرك أنّها فعلا هنا ..
- صباح الخير , إيفان , صديقي الكسول هاها
- كسول ؟؟؟
- اممم هكذا تردّ على من يحيّيك صباحا ؟
- آه عفوا , صداعي يفقدني تركيزي , تفضّلي بالجلوس
- شكرا , أنتظرك منذ ساعة تقريبا , أخبروني أنّك ستنزل فلم أشأ أن أتّصل بك و أزعجك
- مرحبا , سعدت برؤيتك , أن يبدأ المرأ يومه برؤية وجه جميل كوجهك لشيء أتمنّى حدوثه كلّ يوم هاهاهاها .
- ههه شكرا , سقط منك هذا بالأمس عندما افترقنا ( و أخرجت من حقيبتها محفظة سوداء )
- أوه , لم ألحظ فقدانها , أظن أن الكأس الّتي شربتها معك الأمس قد عبثت بدماغي ههههه
- وجدت فيها بطاقة هذا النّزل فعلمت أنّك تقيم هنا
- شكرا , من حسن حظّي أنّك وجدته , فيها أوراق مهمّة جدّا بالنّسبة إليْ
- تقصد تلك الصّورة الّتي أحيط رأس الرّجل فيها بالقلم الأحمر ؟ يبدو روسيّا من مظهره , أ أنت روسي ؟
هنا احمرّ وجه إيفان و بدا عليه الإنفعال بشدّة و تلعثم في الكلام ..
- أمر ما يخصّ عملي , أمّا عنّي أنا فلست روسيّا , جوليا ..
- أظنّ أنني أزعجتك إيفان ..
و همّت بالوقوف , و على حين فجأة أمسكها الشّاب من يدها , و نظر إليها نظرة طفل يخشى أن تبتعد عنه أمّه , كانت عيناه في تلك اللّحظة تسبّح باسمها , تناديها , تدعوها أن تبقى معه , أن لا تدعه , أن لا تتركه .. قال في ما يشبه الهمهمة : " رجاءً لا تذهبي , رجاءً "
جمدت الفتاة في مكانها , و كأنّ نفسها قد توقّف للحظة , احمرّ وجهها و ثبتت عينيها على عيني إيفان , حتّى أنّها شدّت يده الّتي كان يمسكها بها و جذبته نحوها دون أن تشعر بما تفعله , فما كان منه إلّا أن ضمّها إليه بلطف واضعا رأسه على كتفها و محيطا خصرها بيديه , ثمّ طبع قبلة على خدّها الورديّ النّاعم و أعاد رأسه على كتفها مالئا أنفه و جوارحه كلّها من رائحتها الزّكيّة , رائحة الحب ..
و بينما كانت جوليا في حضنه , إذ بهاتفه يرنّ ..
- عفوا جوليا , مكالمة هامّة
- طبعا , تفضّل ..
ردّ على الهاتف , لكن لونه تبدّل و ظهرت عليه علامات الجدّ و الحزم , و عندما أنهى مكالمته , نظر إيفان إليها قائلا :
- عليّ أن أذهب الآن , لديّ عمل هام , لكن سنلتقي قريبا ربّما , لا بل يجب أن نلتقي .. على كل ّ , سأتّصل بك جوليا
- طيّب , اعتن بنفسك إيفان
لقد أثّرت فيه المكالمة للغاية حتّى أنّ حركاته بان فيها بعض الإضطراب , و هذا ما لاحظته جوليا أيضا .. لقد اتّصل به مصدر أخبره أنّ رجل الأعمال الشّيشاني قد خرج مع موكبه منذ قليل , يبدو أنّ موعد الإجتماع مع الجينيرال فيدوروف قد تمّ تقديمه . صعد إلى غرفته بسرعة , أخذ حقيبته ثمّ خرج من النّزل و استقلّ سيّارة أجرة .
نزل في مكان قريب من مقبرة العظماء في باريس ( البانثيون ) حيث سيتمّ اللّقاء .. اتّخذ لنفسه مكانا مخفيّا بعض الشّيء حيث جهّز الكاميرا و أخذ يدخّن سيجارة في انتظار قدوم الموكبين . كان المطلوب منه أخذ بعض الصّور للّقاء , مجرّد صورة تجمع الجينيرال الرّوسي الفاسد مع الشّيشاني قادرة أن تدين الإثنين , لكنّه موقن أنّ كشفه قبل نشر الحقيقة قد يكلّفه حياته ..
وصل رتل كبير من السيّارات السّوداء , تفرّق الحرس هنا و هناك و أحاطوا المكان , و بعد التّأكّد من أنّ المكان آمن , نزل من أحد السّيّارات رجل ضخم , كان يلبس معطفا أسودًا طويلا , و يضع في فمه سيجارا كوبيّا .. تعرّف عليه إيفان , لقد كان فيدوروف .. ألقى نظرة متفحّصة على المكان , ثمّ عاد إلى السيّارة ..
أحسّ إيفان أنّ شيئًا مريبا يحدث , أخذ بعض الصّور للموكب الواقف قبالته ثمّ جلس ينتظر ما سيحدث ..
بعد ما يقارب السّبع دقائق , وصلت ثلاث سيّارات .. نزل منها الحرس ثمّ نزل من السّيّارة الّتي كانت تسير في الوسط رجل بدين و قصير , يلبس قبّعة شيشانيّة , لقد كان رجل الأعمال " أصلان " .. لكنّ الغريب أنّ فيدوروف لم يظهر .. فجأة سُمع صوت دويّ مفاجئ صاحَبه سقوط الرّجل الّذي كان بجانب أصلان . يبدو أنّ قنّاصا في مكان ما أرسل ملك الموت كي يُتمّ الصّفقة .. ثمّ أطلق رجال فيدوروف النّار بكثافة من رشّاشاتهم الأوتوماتيكيّة على رجال أصلان الّذين كانوا محاطين تماما بوابل من الرّصاص حصد أرواح الجميع , لم ينج منهم إلّا الشّيشاني الّذي وقف مذهولا .. لقد حدث كلّ شيء في بضع لحظات .. أمسك الرّجال أصلان ثمّ جعلوه يركع على ركبتيه , عندها نزل فيدوروف من سيّارته , و وقف أمام الشّيشانيّ قائلا :
- هل ظننت فعلا أنّك تستطيع خداعي يا أصلان ؟
- ما الخطأ الّذي ارتكبته كي تصفّيني بهذه الطّريقة ..قال الرّجل مرتجفا
- الخيانة أيّها الغبي , الخيانة ..
- لا يمكن لأحد المزايدة على وفائي لكم ..
عندها أخرج فيدوروف من جيب معطفه صورا , و رماها في وجه الرّجل الّذي كان يرتعد من شدّة الخوف و الذّهول
- و هذه الصّور أيّها اللّعين , ماذا كنت تفعل في " أبخازيا " صحبة رجل المخابرات هذا ؟
هنا تلعثم أصلان في الكلام و بدا عليه الإرتباك , لقد أدرك أنّه وقع و أنّه قد وصل للنّهاية , فطأطأ رأسه منتظرا مرور ملك الموت .
- لا أحد يستطيع خيانة روسيا أيّها الخنزير ..
و أخرج سكّينا من خصره , و غرسها في رقبة الرّجل الّذي سقط مخضّبا بالدّماء ..
لقد استطاع إيفان تصوير كل ما حدث , كلّ شيء كان موثّقا , الكمين و الحوار و تصفية أصلان , كلّ هذه الصّور قادرة أن تقضي على أسطورة الجينيرال الرّوسي ..
كان عليه ترك المكان بأقصى سرعة , جمع متاعه , و انسحب إلى الخلف محاولا الهرب دون جلب الأنظار نحوه . بيد أنّ أحد الحرس رآه , و أطلق عليه النّار لكنّه لم يصبه , أخذ إيفان يجري و انطلقت مطاردة الحرس له .. دخل إلى الأزقّة محاولا أن يضيع عن مطارديه , لكنّهم كانوا يطلقون النّار كلّ ما اقتربوا منه , أصيب النّاس بالذّعر و فسحوا الطّريق أمام الهارب الأعزل .. و عندما وصل إيفان إلى الطّريق الرّئيسيّة , أطلق أحدهم النّار فأصابه إصابة مباشرة .. خرجت منه صرخة ألم , وضع يده على الجرح , لقد كان ينزف .. كانت لحظة قاسية جدّا , فكّر بالنّهاية , الحقيقة الّتي جمع خيوطها , أهله في جبال القوقاز , طفولته و التّهجير القصري , و تذكّر أيضا حبيبته جوليا .. أتراها النّهاية ؟؟؟
.
.
يتبع ..
- عفوا جوليا , مكالمة هامّة
- طبعا , تفضّل ..
ردّ على الهاتف , لكن لونه تبدّل و ظهرت عليه علامات الجدّ و الحزم , و عندما أنهى مكالمته , نظر إيفان إليها قائلا :
- عليّ أن أذهب الآن , لديّ عمل هام , لكن سنلتقي قريبا ربّما , لا بل يجب أن نلتقي .. على كل ّ , سأتّصل بك جوليا
- طيّب , اعتن بنفسك إيفان
لقد أثّرت فيه المكالمة للغاية حتّى أنّ حركاته بان فيها بعض الإضطراب , و هذا ما لاحظته جوليا أيضا .. لقد اتّصل به مصدر أخبره أنّ رجل الأعمال الشّيشاني قد خرج مع موكبه منذ قليل , يبدو أنّ موعد الإجتماع مع الجينيرال فيدوروف قد تمّ تقديمه . صعد إلى غرفته بسرعة , أخذ حقيبته ثمّ خرج من النّزل و استقلّ سيّارة أجرة .
نزل في مكان قريب من مقبرة العظماء في باريس ( البانثيون ) حيث سيتمّ اللّقاء .. اتّخذ لنفسه مكانا مخفيّا بعض الشّيء حيث جهّز الكاميرا و أخذ يدخّن سيجارة في انتظار قدوم الموكبين . كان المطلوب منه أخذ بعض الصّور للّقاء , مجرّد صورة تجمع الجينيرال الرّوسي الفاسد مع الشّيشاني قادرة أن تدين الإثنين , لكنّه موقن أنّ كشفه قبل نشر الحقيقة قد يكلّفه حياته ..
وصل رتل كبير من السيّارات السّوداء , تفرّق الحرس هنا و هناك و أحاطوا المكان , و بعد التّأكّد من أنّ المكان آمن , نزل من أحد السّيّارات رجل ضخم , كان يلبس معطفا أسودًا طويلا , و يضع في فمه سيجارا كوبيّا .. تعرّف عليه إيفان , لقد كان فيدوروف .. ألقى نظرة متفحّصة على المكان , ثمّ عاد إلى السيّارة ..
أحسّ إيفان أنّ شيئًا مريبا يحدث , أخذ بعض الصّور للموكب الواقف قبالته ثمّ جلس ينتظر ما سيحدث ..
بعد ما يقارب السّبع دقائق , وصلت ثلاث سيّارات .. نزل منها الحرس ثمّ نزل من السّيّارة الّتي كانت تسير في الوسط رجل بدين و قصير , يلبس قبّعة شيشانيّة , لقد كان رجل الأعمال " أصلان " .. لكنّ الغريب أنّ فيدوروف لم يظهر .. فجأة سُمع صوت دويّ مفاجئ صاحَبه سقوط الرّجل الّذي كان بجانب أصلان . يبدو أنّ قنّاصا في مكان ما أرسل ملك الموت كي يُتمّ الصّفقة .. ثمّ أطلق رجال فيدوروف النّار بكثافة من رشّاشاتهم الأوتوماتيكيّة على رجال أصلان الّذين كانوا محاطين تماما بوابل من الرّصاص حصد أرواح الجميع , لم ينج منهم إلّا الشّيشاني الّذي وقف مذهولا .. لقد حدث كلّ شيء في بضع لحظات .. أمسك الرّجال أصلان ثمّ جعلوه يركع على ركبتيه , عندها نزل فيدوروف من سيّارته , و وقف أمام الشّيشانيّ قائلا :
- هل ظننت فعلا أنّك تستطيع خداعي يا أصلان ؟
- ما الخطأ الّذي ارتكبته كي تصفّيني بهذه الطّريقة ..قال الرّجل مرتجفا
- الخيانة أيّها الغبي , الخيانة ..
- لا يمكن لأحد المزايدة على وفائي لكم ..
عندها أخرج فيدوروف من جيب معطفه صورا , و رماها في وجه الرّجل الّذي كان يرتعد من شدّة الخوف و الذّهول
- و هذه الصّور أيّها اللّعين , ماذا كنت تفعل في " أبخازيا " صحبة رجل المخابرات هذا ؟
هنا تلعثم أصلان في الكلام و بدا عليه الإرتباك , لقد أدرك أنّه وقع و أنّه قد وصل للنّهاية , فطأطأ رأسه منتظرا مرور ملك الموت .
- لا أحد يستطيع خيانة روسيا أيّها الخنزير ..
و أخرج سكّينا من خصره , و غرسها في رقبة الرّجل الّذي سقط مخضّبا بالدّماء ..
لقد استطاع إيفان تصوير كل ما حدث , كلّ شيء كان موثّقا , الكمين و الحوار و تصفية أصلان , كلّ هذه الصّور قادرة أن تقضي على أسطورة الجينيرال الرّوسي ..
كان عليه ترك المكان بأقصى سرعة , جمع متاعه , و انسحب إلى الخلف محاولا الهرب دون جلب الأنظار نحوه . بيد أنّ أحد الحرس رآه , و أطلق عليه النّار لكنّه لم يصبه , أخذ إيفان يجري و انطلقت مطاردة الحرس له .. دخل إلى الأزقّة محاولا أن يضيع عن مطارديه , لكنّهم كانوا يطلقون النّار كلّ ما اقتربوا منه , أصيب النّاس بالذّعر و فسحوا الطّريق أمام الهارب الأعزل .. و عندما وصل إيفان إلى الطّريق الرّئيسيّة , أطلق أحدهم النّار فأصابه إصابة مباشرة .. خرجت منه صرخة ألم , وضع يده على الجرح , لقد كان ينزف .. كانت لحظة قاسية جدّا , فكّر بالنّهاية , الحقيقة الّتي جمع خيوطها , أهله في جبال القوقاز , طفولته و التّهجير القصري , و تذكّر أيضا حبيبته جوليا .. أتراها النّهاية ؟؟؟
.
.
يتبع ..

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire